كان للدور الثاني الذي مرت به حركة الترجمة أثره البالغ ليس في انضاج مقولات الفكر المعتزلي وحده، وإنما في إنضاج عموم اتجاهات الفكر الإسلامي، فأصبح التعريب من مصادره الكثيرة هدفا لمفكري الإسلام ومثقفيه، فتعرفوا على أفلاطون وارسطو وغيرهما من فلاسفة اليونان. فيما بدأت الاتصالات تتسع حتى ترجموا أكثر وأهم التراث الاغريقي والفارسي والهندي سواء ما اتصل منه بالعلوم الصرفة، أم الصناعات، أم المذاهب والاتجاهات الفكرية، وقد مضى العقل العربي بدراية ووعي يقرأ هذا التراث الضخم يأخذ منه ويضيف إليه إضافات باهرة، ولذلك يمكن أن نبرهن في صدق وأصالة، على أن العرب لم يكونوا فقط مجرد نقلة للعلم اليوناني القديم أو لغيره من تراث الشعوب والأمم الأخرى، بل قد أسهموا في تقدم هذا العلم وأضافوا إليه إضافات ذات أهمية كبرى، والأهم من ذلك أنهم لم يبرعوا في هذا المجال نتيجة للصدفة العفوية، بل استناداً إلى قواعد ثابتة وتنظيم عقلي منهجي هو محك النظر في رسوخ العلم وأصالته لدى أصحابه، ولكن كان لا مناص من أن تبدأ نتائج الفلسفة اليونانية طرقها في خلق أثر تحليلي قوي في المعتقدات الإسلامية، فكان المتكلمون وفي طليعتهم المعتزلة أولى مفكري الإسلام شغفا بدراسة الفلسفة وفروعها ودقائقها، وكانت مدرسة بغداد أقرب المدارس التي تأثرت بحركة الترجمة الفلسفية منذ أن كانت لأحمد بن أبي داؤد ((أحد أبرز معتزلة بغداد)) ندوة علمية يؤمها كبار مترجمي الفلسفة، فضلا عن إفادة بشر بن المعتمر والمردار من قراءاتهم لفلسفة الاغريق الطبيعية، وكذلك الاسكافي والخياط والكعبي الذين بحثوا في شيئية المعدوم والمباحث الفيزيائية وعلاقتها بالسببية الإنسانية، بهدف اثبات خلق العالم من ناحية، والاقرار بعلية القوانين الطبيعية من ناحية ثانية، والتصدي بالحوار والمناقشة لخصوم الإسلام ومناهضي دعوته الحضارية.
كان للدور الثاني الذي مرت به حركة الترجمة أثره البالغ ليس في انضاج مقولات الفكر المعتزلي وحده، وإنما في إنضاج عموم اتجاهات الفكر الإسلامي، فأصبح التعريب من مصادره الكثيرة هدفا لمفكري الإسلام ومثقفيه، فتعرفوا على أفلاطون وارسطو وغيرهما من فلاسفة اليونان. فيما بدأت الاتصالات تتسع حتى ترجموا أكثر وأهم التراث الاغريقي والفارسي والهندي سواء ما اتصل منه بالعلوم الصرفة، أم الصناعات، أم المذاهب والاتجاهات الفكرية، وقد مضى العقل العربي بدراية ووعي يقرأ هذا التراث الضخم يأخذ منه ويضيف إليه إضافات باهرة، ولذلك يمكن أن نبرهن في صدق وأصالة، على أن العرب لم يكونوا فقط مجرد نقلة للعلم اليوناني القديم أو لغيره من تراث الشعوب والأمم الأخرى، بل قد أسهموا في تقدم هذا العلم وأضافوا إليه إضافات ذات أهمية كبرى، والأهم من ذلك أنهم لم يبرعوا في هذا المجال نتيجة للصدفة العفوية، بل استناداً إلى قواعد ثابتة وتنظيم عقلي منهجي هو محك النظر في رسوخ العلم وأصالته لدى أصحابه، ولكن كان لا مناص من أن تبدأ نتائج الفلسفة اليونانية طرقها في خلق أثر تحليلي قوي في المعتقدات الإسلامية، فكان المتكلمون وفي طليعتهم المعتزلة أولى مفكري الإسلام شغفا بدراسة الفلسفة وفروعها ودقائقها، وكانت مدرسة بغداد أقرب المدارس التي تأثرت بحركة الترجمة الفلسفية منذ أن كانت لأحمد بن أبي داؤد ((أحد أبرز معتزلة بغداد)) ندوة علمية يؤمها كبار مترجمي الفلسفة، فضلا عن إفادة بشر بن المعتمر والمردار من قراءاتهم لفلسفة الاغريق الطبيعية، وكذلك الاسكافي والخياط والكعبي الذين بحثوا في شيئية المعدوم والمباحث الفيزيائية وعلاقتها بالسببية الإنسانية، بهدف اثبات خلق العالم من ناحية، والاقرار بعلية القوانين الطبيعية من ناحية ثانية، والتصدي بالحوار والمناقشة لخصوم الإسلام ومناهضي دعوته الحضارية.
قراءة و تحميل كتاب بناء مؤمن مثالي: مناهج الاستدلال التي تتبناها السلفية التقليدية والمسلمون التقدميون PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب الأزهر الشريف والإصلاح الاجتماعي والمجتمعي PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب التحول المعرفي والتغيير الحضاري لـ نادية مصفى و وماجدة إبراهيم PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب علمانيون أم ملحدون لـ محمد إبراهيم مبروك PDF مجانا
قراءة و تحميل كتاب الإصلاح الإسلامي في الهند لـ كريمو محمد PDF مجانا