كتاب ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلاميالمكتبة التجريبية

كتاب ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي

لمَّا كان دَيْدَن أهْلِ البِدَع والأَهْواء في كلِّ وَقْتٍ هو التَّلْبيس والتَّناقُض؛ كان لِمُرْجِئَة هذا الزَّمان مِن هذا التَّلْبيس النَّصيبُ الأكبر، والحَظُّ الأَوْفَر، فَثَمَّة اخِتْلاف كبير بين مَقالات المُرْجِئَة القُدامَى للتَّعْبير عن إرْجائِهم، وبين مَقالات مُرْجِئَة هذا الزَّمان الذين اسْتَحْدَثوا طُرُقًا جديدة في إثبات مَقولاتِهم والمُجادَلة عنها، حيث غَلَب على كَلامِهم الالْتِواء، وعلى مُعْتَقَدِهِم الخَلْط والإيهام، والبَحْث هنا وهناك عن دَليلٍ أو شِبْه دَليلٍ لِيُؤَيِّد مَسْألة مِن مَسائلِهِم، فجاء أصْلُ هذا الكتاب لِيُبَيِّن حَقيقةَ مَذْهَب أهْلِ السُّنَّةِ في الإيمانِ والكُفْر، والفارق بين مَقُولَتَي الخَوارِج والمُرْجِئَة.
سفر الحوالي - سفر الحوالي واسمه الكامل هو سفر بن عبد الرحمن بن أحمد بن صالح بن غانم آل غانم الحوالي من الأزد من منطقة الباحة والتي تقع جنوب غرب السعودية - هو أحد علماء أهل السنة والجماعة، في السعودية و له حضور إعلامي وثقافي واجتماعي على الصعيد العربي والإسلامي، أشار إليه بعض المفكرين الغربيين في كتاباتهم مثل هانتنجتون الذي كتب صدام الحضارات، ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ منهج الأشاعرة في العقيدة (ط. منابر الفكر) ❝ ❞ المسلمون والحضارة الغربية ❝ ❞ العلمانية نشأتها وتطورها وآثارها في الحياة الإسلامية المعاصرة ❝ ❞ الموقف الشرعي من أحداث 11 سبتمبر ❝ ❞ ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي ❝ الناشرين : ❞ دار الكلمة للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار منابر الفكر ❝ ❱
من فكر إسلامي الفكر والفلسفة - مكتبة المكتبة التجريبية.

وصف الكتاب : لمَّا كان دَيْدَن أهْلِ البِدَع والأَهْواء في كلِّ وَقْتٍ هو التَّلْبيس والتَّناقُض؛ كان لِمُرْجِئَة هذا الزَّمان مِن هذا التَّلْبيس النَّصيبُ الأكبر، والحَظُّ الأَوْفَر، فَثَمَّة اخِتْلاف كبير بين مَقالات المُرْجِئَة القُدامَى للتَّعْبير عن إرْجائِهم، وبين مَقالات مُرْجِئَة هذا الزَّمان الذين اسْتَحْدَثوا طُرُقًا جديدة في إثبات مَقولاتِهم والمُجادَلة عنها، حيث غَلَب على كَلامِهم الالْتِواء، وعلى مُعْتَقَدِهِم الخَلْط والإيهام، والبَحْث هنا وهناك عن دَليلٍ أو شِبْه دَليلٍ لِيُؤَيِّد مَسْألة مِن مَسائلِهِم، فجاء أصْلُ هذا الكتاب لِيُبَيِّن حَقيقةَ مَذْهَب أهْلِ السُّنَّةِ في الإيمانِ والكُفْر، والفارق بين مَقُولَتَي الخَوارِج والمُرْجِئَة.

للكاتب/المؤلف : سفر الحوالي .
دار النشر : دار الكلمة للنشر والتوزيع .
سنة النشر : 1999م / 1420هـ .
عدد مرات التحميل : 6649 مرّة / مرات.
تم اضافته في : السبت , 9 مارس 2019م.
حجم الكتاب عند التحميل : 11.3 ميجا بايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

نبذه عن الكتاب:

الباب الأول: حقيقة الإيمان وارتباط العمل به 
 مقدمة 
 دعوة النبي صلى الله عليه وسلم: «ارتباط العمل بحقيقة الدين والدعوة» 
 * السمة الأولى: هي الواقعية الجديدة في منهج هذا الدين 
 * السمة الثانية: في منهج هذا الدين هي الواقعية الحركية 
 خاتمة المطاف 
 حقيقة النفس الإنسانية 
 تمهيد 
 الإرادات والغايات 
 الأسباب والوسائط 
 الإقرار بالافتقار من حال إلى حال 
 الخاتمة 
 حقيقية الإيمان الشرعية 
 المبحث الأول: ما في ظاهر ألفاظ بعض السلف من اختلاف عما نقلنا وجوابه 
 المبحث الثاني: معنى قول السلف: الإيمان قول وعمل 
الباب الثاني: نشأة الإرجاء 
 الفتنة الأولى 
 براءة الصحابة رضي الله عنهم من الإرجاء ذاتا وموضوعا 
 الفتنة الثانية 
 الإرجاء خارج مذهب الخوارج 
الباب الثالث: الإرجاء الظاهرة 
 توطئة 
 البدايات والأصول 
 أصول مذاهب المرجئة نظريا 
 الأثر الكلامي في تطور الظاهرة 
 الأثر المنطقي 
 حكم ترك العمل في الطور النهائى للظاهرة 
الباب الرابع: علاقة الإيمان بالعمل والظاهر بالباطن 
 العلاقة بين إيمان القلب وإيمان الجوارح 
 علاقة قول اللسان بقول القلب وعمله 
الباب الخامس: الإيمان حقيقة مركبة وترك جنس العمل كفر 
 توطئة 
 الإيمان حقيقة مركبة 
 الشبهات النقلية والاجتهادية 

صفات الله تعالى العشرون
من صفات الله العلم
صفات الله الشكلية
صفات الله الثلاثة عشر
صفات الله في المسيحية
صفات الله عند الشيعة
صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة pdf
صفات الله تعالى الصفات الواجبة والصفات المستحيلة

أهمية التوحيد
مقدمة عن التوحيد
بحث كامل عن التوحيد
التوحيد واقسامه
انواع التوحيد
معنى التوحيد للاطفال
بحث عن التوحيد اول ثانوي
مواضيع التوحيد

مقدمة عن التوحيد
بحث كامل عن التوحيد
أهمية التوحيد
التوحيد واقسامه
بحث عن التوحيد اول ثانوي
انواع التوحيد
توحيد الربوبية
معنى التوحيد للاطفال

 

كتابُ هذا الأسبوعِ (اخْتِصار كتاب ظاهِرَة الإرْجاء)  مُخْتَصرًا بَدِيعًا، لكتاب (ظاهِرَة الإرْجاء للعَلَّامَة د/ سَفَر الحَوالي)

وقد قَسَّم المُخْتَصِر الكتابَ  إلى مُقدِّمةٍ  وخَمسةِ أبواب.
 

- ففي المُقدِّمة بَيَّنَ أهمِّيَّة كتاب (ظاهِرَة الإرْجاء) وفائِدتَه في تَصحيحِ العَقيدةِ، وأنَّ شَباب الإسلامِ بأَمَسِّ حاجَةٍ إلى قِراءَة هذا الكتاب، ومَعرِفة مُحْتَواهُ، وبَيَّنَ أنَّ السَّبَب الباعِث إلى اخْتِصارِه هو تَسْهيل مُطالَعتِه لِيَتَمَكَّن الطَّالِب مِن قِراءتِه، وكان مَنْهَجُه في الاخْتِصار كما يلي:

- عدم إضافة أيِّ تَعْليق بالكتاب.

- حَذْف الاسْتِطْرادات.

- حَذْف بعضِ المَباحِث لِكَوْنِها مَنْثورة في ثَنايا الكتاب.

- تَصحيحِ الأخْطاءِ الواقِعَة في الأصْلِ.

ثمَّ بَدَأ باخْتِصار الكتاب فافْتَتَحه بـ  (الباب الأوَّل) الذي عَنْوَنَ له المُؤلِّف بـ (حَقيقَة الإيمان وارْتِباط العَمَل به)

فبَيَّنَ فيه أنَّ نُصوص الكتاب والسُّنَّة دَلَّت على أنَّ هذا الدِّين يَقومُ على أَصْلَيْن:

- الأَصْل الأوَّل: ألَّا يُعْبَد إلَّا الله.

- والأَصْل الثَّاني: وألَّا يُعْبَد الله إلَّا بما شَرَعَ.

ثمَّ انْتَقل إلى بَيانِ ارْتِباط العَمَل بِحَقيقَة الدِّين والدَّعْوة، وذَكَر فيه الأسْبابَ التي سَهَّلَت للمُرْجِئَة نَشْر عَقيدَتِهم، وكان مِن أهَمِّها:

- ضَعْف الإسلام في عُصورِ الإرْجاء.

- انْتِشار النِّظام الطَّاغُوتي ونَشْرُه للمُوبِقات.

- قِلَّة العُلماء الرَّبَّانِيِّين.

ثمَّ بَيَّنَ أنَّ أعمال القُلوب هي الأَصْل في حَرَكَة الإنسان وسَعْيِه، وأنَّ النَّاس بين مُؤمِن يَعبُد الله وَحْدَه، ومُشرِك يَعبُد غيرَ الله معه أو مِن دونه، وأنَّ الاخْتِلاف بين الفَريقَيْن كبير، فمِن أَبْرَز مَظاهِر الاخْتِلاف بينهما:

- اخْتِلاف غاية كلٍّ منهما ومُرادِه ومُحِبِّهِ.

- اخْتِلاف الأسباب والوَسائِط التي يَتَعَلَّق بها القَلْب لِتَحْقيق غاياتِه ومُراداتِه.

- الاخْتِلاف في الإقْرار بحَقيقَة الافْتِقار بين حالٍ وحالٍ.

ثم انْتَقَل إلى جَوْهَر البابِ وغايتِه فتَحَدَّث عن حَقيقَة الإيمان الشَّرعِيَّة، وبَيَّنَ أنَّ الاتِّفاق واقِع على أنَّ حَقيقَة الإيمان عند أهلِّ السُّنَّة والجَماعَة أنَّه "قَوْلٌ وعَمَلٌ" وعَدَّد أقوالَ مَن نَقَلوا هذا الاعْتِقاد ومِن أَبْرَزِهِم قَوْل الإمام البُخاريِّ حيث قال:

"لَقِيتُ أكثرَ مِن ألفِ رَجُلٍ مِن أهْلِ العِلْم: أهْلِ الحِجازِ، ومَكَّة، والمَدينَة، والكُوفَة، والبَصْرَة، وواسِط, وبَغداد، والشَّام، ومِصْر، لَقِيتُهم كَرَّات، قَرْنًا بعدَ قَرْنٍ، ثمَّ قَرْنًا بعدَ قَرْنٍ، أَدْرَكْتُهم....أنَّ الدِّينَ قَوْلٌ وعَمَلٌ.
 

ثمَّ انْتَقَل إلى (الباب الثَّاني) الذي عَنْوَنَ له المُؤلِّف بـ (نَشْأَة الإرْجاءِ)

فبَيَّنَ أنَّ باب الفِتْنَة فُتِحَ بِمَوْت عُمَر رضي الله عنه، ثمَّ زاد الأمْرُ بِمَقْتَل عُثمان رضي الله عنه، واخْتَلَفت الأُمَّة بين الثَّأْرِ لعُثمانَ أو اجْتِماع الكَلِمَة واسْتِتْباب الأُمور، فنَبَتَتْ حينها فِئاتٌ مِن أَحْداثِ الأسْنانِ، وُلِدُوا مِن سُلالَة الأعْرابِ ونَشَأوا على الجَلافَة:

- فمنهم فِرْقَة أَعْلَنَت نَقْمَتَها وسَخَطَها على كلِّ الأطراف.

- ومنهم فِرْقَة هي أقلُّ غُلُوًّا وشَطَطًا فقالوا: نحن لا نُعادِي ولا نُوالي أَحَدًا منهم، ولا نَشْهَد لأَحَدِهم بِحَقٍّ ولا بباطِلٍ، وأنَّ ما ارْتَكَبوه هو دون الشِّرْك بالله، ومِن ثَمَّ فَهُم في مَشيئةِ الله تعالى.

ورَجَّح المُصَنِّف أنَّ هذه الفِرْقَة هي أصْلُ الإرْجاء، سَواء منهم مَن نَشَأ في أَحْضان الخَوارِج أو لا.

ثمَّ أَفْرَد مَبْحثًا دِفاعِيًّا عن "بَراءَةِ الصَّحابَة رضي الله عنهم مِن الإرْجاء ذاتًا ومَوْضوعًا" وبَيَّنَ أنَّ هذا القَوْل الخَبيث بأنَّ أَصْل المُرْجِئَة هو تلك الطَّائِفَة مِن أصحاب رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم التي لم تَخُض فيما خاض فيه غيرُها مِن الفِرَق، وبَيَّنَ أيضًا أنَّ هذا الزَّعْمَ قديم، وأنَّه مَرْفوضٌ بِجُمْلَةٍ، ثمَّ أَخَذ يَسْتَعرِض مَواقِف المُمْسِكين عن الفِتْنَة واحِدًا واحِدًا، وخَلُص في خاتِمَة هذا إلى أَمْرَيْن:
 

الأوَّل: أنَّ الصَّحابَة الذين اعْتَزلوا الفِتَن يَعتمِدون على أَصْلٍ شَرْعِيٍّ ثابت.

الثَّاني: أنَّ مِن كَمالِ فِقْه الصَّحابَة التَّفْرِقَة بين صِحَّة إمامةِ عَلِيٍّ رضي الله عنه ووُجوبِ القِتال معه، وبين أن يكون قِتالُه لأهْلِ الجَمَلِ وصِفِّين حَقًّا بإطلاقٍ.

ثمَّ أَفْرَد مَبْحَثًا هامًّا حول "الخَوارِج" نَشْأتُهم - وأُصولُ فِرَقِهِم.

- فبَيَّنَ في نَشْأَتِهم:

أنَّهم ظاهِرَة وليست حادِثَة، وأنَّ أصْلَ تَجَمُّعِهِم كان في زَمَن عُثمان، ثمَّ في زَمَن عَلِيٍّ، ثم آلَ بِهِم إلى الانْقِسام بين الإفْراطِ -الخَوارِج-  والتَّفْريط -المُرْجِئَة-.

- وبَيَّنَ في أُصُولِ فِرَقِهِم :

أنَّ منهم "الأَزَارِقَة" أتْباع نافِع بن الأزْرَق الحَنَفيِّ،  وبَيَّنَ أنَّ مِن أُصُولِهِم أنَّ كلَّ كَبيرة كُفْرٌ، وأنَّ الدَّارَ دارُ كُفْرٍ - أي دار مُخالِفيهِم- وأنَّ كلَّ مُرْتَكِب كَبيرة فَفِي النَّار خالِدًا مُخَلَّدًا، وأنَّ مَن أقام في دارِ الكُفْر كافِر.

وتَحَدَّث عن "النَّجْدِيَّة" أتباع نَجْدَة بن عامِر الحَنَفيِّ، وبَيَّنَ أنَّ مِن أُصُولِهم، أنَّ الجَهْل في غيرِ الأُصُول مَعذورٌ صاحبُه، حتَّى تقوم عليه الحُجَّة، وأنَّ مَن لم يُهاجِر إليه فاسِق، وأنَّ الإصْرار على الذَّنْب كُفْرٌ.
 

ثمَّ افْتَتَح "الباب الثَّالِث" الذي أَطْلَق عليه "الإرْجاءُ الظَّاهِريُّ"

فافْتَتَح الكلامَ  عن  إرْجاءِ الفُقَهاء والعُبَّاد، وذَكَر أنَّها شُبْهَة نَظَرِيَّة أَخْطَأ فيها بعضُ العُلماءِ نَتيجَةَ رُدودِ فِعْلٍ خاصَّةٍ، أو آراءِ غيرِ مُحَرَّرَة، أو فَهْمٍ قاصِرٍ للنُّصوصِ، بخِلافِ إرْجاءِ المُتَكَلِّمين والمُتَمَنْطِقِين؛ لِكَوْنِه شُبهَة فَلْسفِيَّة بَحْتَة ليس لها في الأُصُول أيُّ مُسْتَنَدٍ نَصِّيٍّ.

وذَكَر أيضًا الخِلافَ الواقِع في مُؤَسِّس هذا المَذْهَب فمِن قائلٍ إنَّه:

- ذَرُّ بن عبدِ الله الهَمْدانيُّ، وقِيلَ: قَيْس الماضي. وقِيلَ: حَمَّاد بن أبي سُليمان.

ثمَّ انْتَقَل إلى أُصُول مَذْهَب المُرْجِئَة نَظَرِيًّا، فتَحَدَّث فيه عن عِدَّةِ نِقاط:
 

أوَّلًا: مُنْطَلَق الشُّبْهَة وأَساسُه:

وقال: إنَّ مُنْطَلَق الشُّبْهَة كلِّها وأَساس ضَلالِ الفِرَق جَميعها هو القَوْل بأنَّ الإيمانَ أَصْلٌ واحِدٌ لا يَزيدُ ولا يَنْقُص، وأنَّه لا يَجْتَمِع في القَلْب الواحِد إيمانٌ ونِفاقٌ، ولا يكون في أعمال العَبْد الواحِد شُعْبَة مِن الشِّرْك وشُعْبَة مِن الإيمان.

ثانِيًا: هَدْم هذا الأَصْل:

وكانت طريقَتُه في تَفْنيدِ هذا الأَصْل تَتَمَحْوَر في عِدَّةِ نِقاطٍ، مِن أهَمِّها:

- انْعِقاد الإجْماع على أنَّ الإيمانَ يَزيدُ ويَنْقُص.

- وأنَّ تَفاضُل المُؤمِنين في الأعمالِ الظَّاهِرَة لا يُنْكِرُهُ إلا مُكابِر.

 - وأنَّ الإيمانَ يَتَفاوَت وَيَتَفاوَت سَبَبُه ومُسْتَنَدُه.

ثالِثًا: ضابِط مَعرِفة أُصُول الفِرَق في الإيمان:

ونَصَّ على أنَّ مَعرِفة أُصُول الفِرَق المُخْتَلِفَة في الإيمان يُمكِن أن نُدْرِكَه بِتَقْسيم الأقوالِ مَنْطِقِيًّا حَسْب الأعضاءِ الثَّلاثة: "القَلْب - اللِّسان - الجَوارِح"

وبَيَّنَ أنَّ ثَمَّة فِرقًا انْقَرَضَتْ مِثل "الكَرامِيَّة" و"الجَهْمِيَّة" وأصحاب المَقالات "مثل: اليُونُسِيَّة - والشِّمْرِيَّة" القائِلُون بأنَّ الإيمانَ هو مُجَرَّد المَعرِفة القَلْبِيَّة.

وتَحَدَّث هاهنا أيضًا عن "تَضارُب الأقوال في حَقيقَة مَذْهَب أبي حَنيفَة"

وبَيَّنَ أنَّه لم يَثْبُت لَدَيْهِ أيُّ نُصٍّ مِن كلامِ الإمامِ نَفْسِه، وأنَّه لا يَسْتَبْعِد أنَّه رَحِمَهُ الله رَجَعَ عن قَوْلِه ووافَقَ السَّلَفَ في أنَّ الأعمال مِن الإيمان، وأنَّ المَشْهور المُتَداول عنه هو مَذْهَب مُرْجِئَة الفُقَهاءِ.

وبَيَّنَ أنَّ سَبَب اللَّبْسِ الواقِع في حَقيقَة الخِلافِ بين مُرْجِئَة الفُقَهاءِ وأهْلِ السُّنَّةِ يعود إلى أَمْرَيْن:

الأوَّل: ما يَتَعَلَّق بحَقيقَة الإيمان أو ماهِيَتِه التَّصْورِيَّة إنْ صَحَّ التَّعبير.

الثَّاني: ما يَتَعَلَّق بالأحكامِ والمَآلات.
 

ثمَّ افْتَتَح "الباب الرَّابِع" الذي أَطْلَق عليه اسم "عِلاقَة الإيمان بالعَمَلِ والظَّاهِر بالباطِن"

فذَكَر فيه العِلاقَة بين إيمانِ القَلْب وإيمان الجَوارِح، وبَيَّنَ أنَّها مِن أهَمِّ قَضايا الإيمان، ومِن عَدَمِ فَهْمِها دَخَلَ الضَّلالُ على المُرْجِئَة؛ بل على أكثرِ المسلمين، حين ظَنُّوا أنَّه يُمكِن أن يكون إنسان كامِل الإيمان في القَلْب مع عَدَمِ عَمَل الجَوارِح مُطْلَقًا.

وبَيَّن عِلاقَة قَوْل اللِّسان بقَوْل القَلْب وعَمَلِه، وأنَّ الإيمان عند المُرْجِئَة مِثل أيِّ نَظَرِيَّة فَلْسَفِيَّة أو مَقُولَة ذِهْنِيَّة مَتَى بَلَغَت إنسانًا فَصَدَّقَه بها حَصَل المَطْلوب، فإذا زاد على ذلك بأن أَخْبَر بِلِسانِه عمَّا في قَلْبِه فقد تَمَّ المُراد ظاهِرًا وباطِنًا.
 

ثمَّ افْتَتَح "الباب الخامِس" الذي سَمَّاهُ "الإيمان حَقيقَة مُرَكَّبَة وتَرْكُ جِنْسِ العَمَلِ كُفْرٌ"

- فذَكَر أنَّ الإيمان حَقيقَة مُرَكَّبَة مِن "القَوْلِ والعَمَلِ" وأنَّ ذلك مُجْمَعٌ عليه بين السَّلَف، تَواتَر على تَأْيِيدِه النُّصُوص، وتَضافَرَتْ عليه الأَدِلَّة.

- وأنَّ أَصْل الخِلاف بين أهْلِ السُّنَّةِ والمُرْجِئَة في مَوْضوع العَمَل هو أنَّ المُرْجِئَة لا يُقِرُّون بهذا التَّرْكيب؛ بل يَعْتَقِدون أنَّ الإيمانَ شَيْءٌ واحِدٌ.

- ونَصَّ على أنَّ تَعَلُّق العَمَل بالإيمان مُنْحَصِر في أَربعَةِ حالاتٍ لا خامِسَ لها:

1- أن يَجْتَمِعا معًا -أي عَمَل القَلْب وعَمَل الإيمان-.

2- أن يَنْتَفِيَا.

3- أن تُوجَد أَعْمال الجَوارِح مع انْتِفاء إيمانِ القَلْب.

4- أن يُوجَد إيمان القَلْب مع انْتِفاء عَمَل الجَوارِح.

وبَيَّنَ أنَّ أهْلَ السُّنَّة يَنْفون وُجودَ الحالةِ الرَّابِعَة في الواقِع أَصْلًا، بناءًا على مَفْهومِهم الخاص للإيمانِ، فتَبَيَّن أنَّ فَساد تَصَوُّر المُرْجِئَة للإيمان أَدَّى إلى تَصَوُّر هذه الحالة.

- ثمَّ قَرَّرَ في مَبَحْث هامٍّ أنَّ تارِك الأرْكانِ الأرْبَعة واقِع في الكُفْرِ؛ لأنَّه تارِك لِجِنْسِ العَمَل الذي هو رُكْن الحَقيقَة المُرَكَّبَة للإيمان التي لا وُجودَ لها إلَّا بهِ، ثمَّ أَخَذ في ذِكْر بَعْض التَّنْبيهات الهَامَّة فقال:
 

أوَّلًا: إنَّ تَرْك جِنْس العَمَل شيء، وتَرْك بعضِ آحادِهِ شيء آخَر.

ثانِيًا: إنَّ مَن  خالَف  في تَكفيرِ تارِك أَحَد المَباني الأرْبَعة -ولا سِيما الصَّلاة- لا يَنْبَغِي الاعْتِداد بِخِلافِه بعدَ ثُبوتِ الإجْماعِ مِن الصَّحابَةِ.

ثالِثًا: إنَّ ما تَنْقُلُه كُتُب الفُقَهاء المُتَأَخِّرين عن بعضِ الأئِمَّة مِن خِلافٍ في هذا لا يَخْلُو مِن أحوالٍ: إمَّا عَدَم ثُبُوت النَّقْل، أو تكون هي مُجَرَّد رِوايَة عنه.

رابِعًا: إنَّ الخِلاف في ذلك ليس على إطْلاقِه وإجْمالِه كما تَنْقُل كُتُب الخِلاف.
 

ثمَّ خَتَم الكتابَ بجُمْلَة مِن الشُّبَهِ والردِّ عليها.

والكتابُ ومختصرُه جديران بالقراءةِ والانتفاعِ مما فيهما.



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي
سفر الحوالي
سفر الحوالي
Safar Alhawali
سفر الحوالي واسمه الكامل هو سفر بن عبد الرحمن بن أحمد بن صالح بن غانم آل غانم الحوالي من الأزد من منطقة الباحة والتي تقع جنوب غرب السعودية - هو أحد علماء أهل السنة والجماعة، في السعودية و له حضور إعلامي وثقافي واجتماعي على الصعيد العربي والإسلامي، أشار إليه بعض المفكرين الغربيين في كتاباتهم مثل هانتنجتون الذي كتب صدام الحضارات، ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ منهج الأشاعرة في العقيدة (ط. منابر الفكر) ❝ ❞ المسلمون والحضارة الغربية ❝ ❞ العلمانية نشأتها وتطورها وآثارها في الحياة الإسلامية المعاصرة ❝ ❞ الموقف الشرعي من أحداث 11 سبتمبر ❝ ❞ ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي ❝ الناشرين : ❞ دار الكلمة للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار منابر الفكر ❝ ❱.



كتب اخرى في فكر إسلامي

تاريخية الفكر العربي الإسلامي PDF

قراءة و تحميل كتاب تاريخية الفكر العربي الإسلامي PDF مجانا

من مقالات الشيخ الغزالي / ج1 PDF

قراءة و تحميل كتاب من مقالات الشيخ الغزالي / ج1 PDF مجانا

معركة المصحف في العالم الإسلامي PDF

قراءة و تحميل كتاب معركة المصحف في العالم الإسلامي PDF مجانا

الديمقراطية في الاسلام PDF

قراءة و تحميل كتاب الديمقراطية في الاسلام PDF مجانا

دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين PDF

قراءة و تحميل كتاب دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين PDF مجانا

مآلات الخطاب المدني PDF

قراءة و تحميل كتاب مآلات الخطاب المدني PDF مجانا

مشكلة الشر و وجود الله PDF

قراءة و تحميل كتاب مشكلة الشر و وجود الله PDF مجانا

هروبي إلى الحرية PDF

قراءة و تحميل كتاب هروبي إلى الحرية PDF مجانا

المزيد من الفكر والفلسفة في مكتبة الفكر والفلسفة , المزيد من النجاح وتطوير الذات في مكتبة النجاح وتطوير الذات , المزيد من مقارنة الأديان في مكتبة مقارنة الأديان , المزيد من السياسة في مكتبة السياسة , المزيد من علم النفس في مكتبة علم النفس , المزيد من الهندسة الشاملة في مكتبة الهندسة الشاملة , المزيد من محمد صلى الله عليه وسلم في مكتبة محمد صلى الله عليه وسلم , المزيد من أوراق المؤتمرات والملتقيات العلمية في مكتبة أوراق المؤتمرات والملتقيات العلمية , المزيد من غير مصنفة في مكتبة غير مصنفة
عرض كل المكتبة التجريبية ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..