ان النمو والتقدم الذي شهده الاحصاء يعود الى التقدم الكبير في مجال البرامج الاحصائية التي وفرت للباحثين سبلا اكثر مرونة وسهولة في انجاز تحليل بياناتهم.
وبالرغم من اهمية التخصصات الاحصائية المختلفة فاننا لانجد اليوم أي جامعة في العراق تمنح شهادة في تلك التخصصات وهو موضوع يستدعي اعادة النظر والعمل على استحداث قسم في احدى الكليات لمنح شهادة فيه. ان قلة عدد المتخصصون في علوم الاحصاء المختلفة سينعكس سلبا على القيمة العلمية للبحوث العلمية اذ سيؤدي الى انتاج بحوث تعتمد على طرائق احصائية غير حديثة ان لم تكن غير صحيحة.
ان الكثير من البحوث العلمية وبالأخص البايولوجية تحتاج الى استعمال تقانات حديثة فضلا عن استعمال طرق احصائية حديثة لغرض التوصل الى نتائج واستنتاجات وتوصيات ذات قيمة علمية وعملية. وهذان العاملان مترابطان ولكن في كثير من الحالات يتعذر علينا استعمال احدهما او كليهما اما بسبب عدم توفر الاجهزة الحديثة او عدم معرفة الباحثين بطريقة تشغيلها في حالة توفرها او بسبب عدم المامنا بالبرامج الاحصائية الحديثة فضلا عن عدم وجود الكثير منها او لكلا السببين مما سيضاعف من التأثير السلبي ويؤدي الى انتاج بحوث علمية ذات مستوى متواضع.
ان مواكبة التطور العلمي امرا ضروريا وملحا لذا فأن كتابي هذا جاء ليغطي جانبا مهما ويسلط الضوء على بعض الطرق الأحصائية الحديثة التي لها تطبيقات واسعة في علوم الطب والصيدلة بغية تشجيع الباحثون على اعتماد تلك الطرائق في بحوثهم القادمة.
ان عنوان الكتاب بداية كان تقييم اختبارات التشخيص الطبية بأستعمال الخاصية العملياتية للمستقبل وهو مادة الكتاب الرئيسية ، الا انني وجدت ان هذا الموضوع لايمكن ايضاحه بصورة جلية مالم أتطرق الى مواضيع اخرى لايمكن فصلها عنه لارتباطها الوثيق بها لذلك لم اجد بدا الا ان أغير العنوان الى الأحصاء واختبارات التشخيص الطبية ليتطابق العنوان مع المضمون وفي نفس الوقت لكي ألفت نظر الباحثين الى ان هناك ثمة اختبارات احصائية متعددة وليس اختبار او اختبارين والتي درج على استعمالها في البحوث لاسيما وان هذه الاختبارات هي المعتمدة في البحوث الحديثة وان اعتمادها امرا بالغ الاهمية تماشيا مع سياسة مواكبة التطور العلمي. وقد استعملت بالاضافة الى البرنامجين SPSS و SAS برنامج له تطبيقات واسعة في العلوم الطبية MedCalc فيما استعملت برنامجين لهما تطبيقات مهمة في علوم الصيدلة Graphpad Prism وCompuSyn .
لقد حاولت جاهدا ان لا أثقل على الباحث باشتقاقات رياضية للمعادلات او التوغل بعمق في شرح النظريات الاحصائية كي لا افقد حماسته في قراءة الكتاب وانما حاولت تبسيط الفكرة قدر المستطاع بحيث يكون الباحث قادرا على تطبيق تلك الطرق وتفسير نتائجها وهو غاية ما أنشده.
وارجوا ان يستميحني الباحثون عذرا لكوني لم أغطي -عن قصد او غير قصد - بعض الجوانب الاحصائية المهمة ذات العلاقة بالبحوث الطبية والصيدلانية الحديثة وفي مقدمتها طريقة Meta-analysis التي تعد من احدث الطرق الاحصائية المعتمدة عالميا والتي سأرجئ الكتابة عنها الى وقت لاحق ان شاء الله.
كما أرجوا ان لايتردد أي من الباحثين في ابداء ملاحظاتهم وتعليقاتهم حول مواضيع الكتاب لقناعتي بأن تلك الملاحظات ستضاعف من قيمة الكتاب ويمكن موافاتي بها بالكتابة على بريدي الألكتروني [email protected] .
أأمل ان أكون قد وفقت في مسعاي ....والله من وراء القصد.

تأليف: د.فراس رشاد السامرائي

يقدم لك الإحصاء الطبي المعرفة والمهارات الأساسية والضرورية لإجراء البحث السريري المستند إلى الدليل وفهمه. ولا غنى عن هذا الكتاب للباحثين والسريريين المنخرطين في الدراسات البحثية. إنه يعرض دليلاً عملياً شاملاً وخطوة بخطوة - من تصميم الدراسة وحجم العينة المطلوب واختيار الاختبار الإحصائي الصحيح والتحقق من الافتراضات وإجراء الإحصاءات وتفسيرها وتفسير حجوم التأثير وقيم P، إلى الطريقة المثلى للإبلاغ عن النتائج لعرضها ونشرها.

تضمن الكتاب أيضاً أوامر برنامج SPSS من أجل طرائق التحاليل الإحصائية المتواترة في أدبيات الرعاية الصحية مثل اختبارات t وتحليل التباين والتحوّف وتحليل البُقيا وإحصاءات التشخيص والاختطار وغيرها. فضلاً عن ذلك، فقد عرض الكتاب معظم نتاج SPSS الموافق ذي الصلة وتفسيره مع شروحات واضحة وموجزة. وتضمن كل فصل أمثلة بحثية عملية مع مجموعات بيانات حقيقية يمكن تحميلها من الشابكة. وكان للتقييم النقدي حضوره أيضاً في الكتاب من خلال عرض قوائم التحقق التي ستساعد الباحثين في التقييم المنهجي لنتائج الدراسات.

تتضمن هذه الطبعة الجديدة فصلاً جديداً حول البيانات الطولانية التي تتضمن القياسات المتكررة وأسلوب النماذج المختلطة. علاوة على ذلك، فقد تم تحديث الأوامر والنتاجات كلها إلى الإصدار 21 من برنامج SPSS والإصدار 12.5 من برنامج SigmaPlot.